
شهد الأسبوع الماضي حدثين بارزين في مجال التربية بالمغرب، تمثّلا في:
🔹 تقييم المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي لمدارس الريادة
🔹 إصدار وثيقة حول المدرسة الجديدة
هذه التطورات تعكس مرحلة حاسمة في مسار إصلاح منظومة التعليم، حيث سلط التقرير الضوء على أوجه القصور في مدارس الريادة، كما قدم رؤية جديدة للنهوض بالقطاع التربوي وفق أسس أكثر استدامة.
🏫 تقييم مدارس الريادة: هل فشلت التجربة؟
🔍 كشف التقرير الصادر عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين أن مدارس الريادة لم تحقق الأهداف المرجوة، بل تبنّت تصورات قديمة تعود إلى ما قبل الميثاق الوطني للتربية والتكوين.
⚠️ أبرز ملاحظات التقييم:
❌ قصور في الرؤية التربوية: اعتماد نموذج تعليمي غير متجدد، لا ينسجم مع متطلبات الإصلاح الحديث.
❌ غياب الابتكار البيداغوجي: استمرار نفس الأساليب التقليدية، دون إحداث نقلة نوعية في المناهج أو طرق التدريس.
❌ تحديات إدارية وتنظيمية: صعوبة تعميم التجربة بسبب الإكراهات التربوية والإدارية.
❌ تناقض مع الرؤية الاستراتيجية: المشروع لا ينسجم مع مضامين القانون الإطار 51.17 الخاص بإصلاح التعليم.
🎯 تحليل:
على الرغم من أن مدارس الريادة قدمت وعودًا بتطوير التعليم الابتدائي، إلا أن المجلس الأعلى للتربية والتكوين أكد أن النتائج جاءت دون التوقعات، وهو ما يطرح تساؤلات حول فعالية هذا النموذج وإمكانية استمراره مستقبلاً.
📜 المدرسة الجديدة: نحو نموذج تعليمي متكامل
بالتوازي مع تقييم مدارس الريادة، أصدرت الوزارة الوصية على التعليم وثيقة حول “المدرسة الجديدة”، والتي تطرح تصورات مختلفة عما جاء في مشروع مدارس الريادة.
🔹 أبرز ملامح المدرسة الجديدة:
✔️ تعزيز استقلالية المؤسسات التعليمية ومنحها صلاحيات أوسع في التدبير.
✔️ تحسين الحكامة المحلية عبر إشراك الجماعات الترابية في تمويل التعليم.
✔️ تطوير الكفايات العليا مثل التفكير النقدي، الإبداع، وحل المشكلات.
✔️ إزالة الحواجز بين مكونات المنظومة التربوية لضمان تكامل الإصلاحات.
✔️ إعادة توجيه السياسات التعليمية وفقًا للرؤية الاستراتيجية 2030 والقانون الإطار 51.17.
🧐 تحليل:
يرى المجلس أن المدرسة الجديدة تمثل خطوة أكثر واقعية نحو إصلاح التعليم، إذ تعتمد على لامركزية القرارات وتعزيز الابتكار التربوي، عكس مدارس الريادة التي ركّزت على المقاربة المركزية.
🔄 مقارنة بين مدارس الريادة والمدرسة الجديدة
العنصر | مدارس الريادة | المدرسة الجديدة |
---|---|---|
المنهج التعليمي | تقليدي، يعتمد على تدريس المعارف الأساسية فقط | حديث، يركز على الكفايات العليا والتفكير النقدي |
الحكامة | مركزية، بدون استقلالية كافية للمؤسسات التعليمية | لامركزية، مع إشراك الجماعات الترابية |
التمويل | يعتمد على الميزانية الحكومية فقط | يدعو إلى إشراك الجهات المحلية في التمويل |
المخرجات التربوية | تحسين جزئي في نتائج التلاميذ لكنه غير مستدام | يستهدف بناء منظومة متجانسة تدعم التعلم المستمر |
📢 خلاصة المقارنة:
مدارس الريادة لم تستطع إحداث التغيير المطلوب بسبب محدودية رؤيتها، بينما المدرسة الجديدة تقدم حلولًا أكثر شمولية تتماشى مع تطورات التعليم عالميًا.
📊 نتائج التقييم: هل تحسّن مستوى التلاميذ؟
📌 وفق تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين:
✅ 50% إلى 67% من التلاميذ سجلوا تحسنًا في مستواهم.
⚠️ لكن هذا التحسن تراجع في المستويات العليا من التعليم الابتدائي.
❌ نجاح التلاميذ لم يكن بفضل “التدريس الصريح”، بل بسبب الدعم التربوي الإضافي.
🔎 تحليل:
يُشير المجلس إلى أن منهجية التدريس الصريح المعتمدة في مدارس الريادة لم تكن فعالة بشكل كافٍ، حيث أن التقدم المسجّل تحقق بفضل إجراءات دعم إضافية وليس بسبب جودة التعليم داخل الأقسام.
🏛 توصيات المجلس الأعلى: ما الذي يجب تغييره؟
بعد تقييم مدارس الريادة، قدّم المجلس الأعلى مجموعة من التوصيات لضمان نجاح الإصلاح التعليمي، أبرزها:
📌 تصحيح مسار الإصلاح لضمان توافقه مع الرؤية الاستراتيجية والقانون الإطار 51.17.
📌 إعادة النظر في تجربة مدارس الريادة قبل التفكير في تعميمها على باقي الجهات.
📌 مساءلة المسؤولين عن تعثر المشروع، خاصة بعد إعفاء بعض المسؤولين الإقليميين.
📌 إطلاق برنامج استعجالي لتدارك النقائص وتحسين تنفيذ الإصلاحات.
📌 إعطاء الأولوية للحكامة الجيدة وإشراك الفاعلين المحليين لضمان نجاح المدرسة الجديدة.
⚠️ تحدٍ أساسي:
مع اقتراب نهاية الولاية الحكومية، يواجه القطاع التعليمي ضغطًا متزايدًا لاتخاذ إجراءات عاجلة، فهل ستتمكن الحكومة من تصحيح المسار في الوقت المناسب؟الاطلاع على أخبار التعليم من هنا
🔮 مستقبل التعليم في المغرب: إلى أين؟
📌 وفقًا للمجلس الأعلى للتربية والتكوين، فإن التحدي الأكبر هو تحسين تدبير الإصلاحات التربوية، مع ضرورة:
✅ الالتزام بالرؤية الاستراتيجية 2030 كأساس لإصلاح التعليم.
✅ تقييم دوري لمدى نجاعة البرامج التعليمية لتجنب تكرار أخطاء الماضي.
✅ تركيز الحكومة على التنفيذ الفعلي بدل تعديل السياسات بشكل متكرر.
💡 تحليل ختامي:
📢 التقييم الأخير يسلط الضوء على قصور في تجربة مدارس الريادة، لكنه يفتح المجال أمام المدرسة الجديدة كنموذج أكثر فعالية. التحدي الآن هو مدى قدرة الحكومة على تنفيذ الإصلاحات بسرعة وفعالية، تجنبًا لمزيد من التأخر في تحقيق أهداف التعليم الوطنية.
🏆 الخلاصة: تصحيح المسار ضرورة ملحّة
🔹 كشف تقييم المجلس الأعلى للتربية والتكوين عن نقاط ضعف كبيرة في مدارس الريادة، مما يؤكد الحاجة إلى مراجعة شاملة.
🔹 في المقابل، تطرح المدرسة الجديدة نموذجًا أكثر شمولية ومرونة، لكنه يتطلب إرادة سياسية قوية وموارد كافية لضمان نجاحه.
🔹 المغرب أمام خيارين:
✔️ إما مواصلة النهج التقليدي لمشاريع غير فعالة،
✔️ أو تبني إصلاح حقيقي قائم على مبادئ الحكامة والاستدامة.
🚀 أي المسارين سيتبناه المغرب في السنوات القادمة؟ 🤔