مقدمة

يعتبر اتخاذ القرار جزء أساسياً مرتبطاً بكافة أمور حياتنا اليومية بدءاً من أكثرها بساطة (تتخذ بشكل سريع وعفوي وروتيني )، وصولاً إلى أكثرها تعقيدا (تحتاج إلى الكثير من الدراسة والتروي  و التفكير قبل اتخاذها). ومن أهم أسباب النجاح في الحياة ،إجادة اتخاذ القرار في الوقت المناسب و فـي جميع جوانب الحياة. التلميذ المقبل على التوجيه المدرسي، يجد نفسه أمام ضرورة الإختيار، لذلك فهو يكون في حاجة ماسة لمن يساعده على اتخاذ القرار. فمستقبل التلميذ يتحدد في الحاضر، ونجاحه وفشله مرتبط بمدى قدرته على التعامل بشكل مبكر ومنهجي ومتواصل مع عملية اتخاذ القرار.  

إن قرارات التلميذ في اختيار المجال أو التخصص التعليمي أو المهني قد يكون مصدرا لنجاحه وسعادته في حياته العملية، أو سببا في تعثره. فاختيار التخصص المناسب في الغالب يؤدي إلى الرغبة في التعلم وبالتالي الإبداع ، الأمر الذي ينعكس على أداء التلميذ سواء في حياته الدراسية أو المهنية  والعكس صحيح.

ماهو اتخاذ القرار

عملية اتخاذ القرار هي عملية تفكير مركبة و متحركة يتطلَّب استخدام الكثير من مهارات التفكير،  تهدف إلى اختيار أفضل البدائل و الحلول المتاحة في موقت معين من أجل الوصول إلى الحل و الهدف  المتوخى، وبالتالي فعملية اتخاذ القرار تتم بعد دراسة موسعة وتحليلية لكل جوانب موضوع القرار”. ويقوم القرار على مجموعة من البيانات والمعلومات المتوفّرة وليس بناءً على عشوائيّة واعتباطيّة”.

العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار

هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في عملية اتخاذ القرار، لذلك ولتبسيط هذه العوامل يمكن أن نجملها في ثلاث عوامل رئيسية:

يمكن كذلك أن نقسمها إلى:

  • القدرات والإستعدادات  والميولات .
  • صورة الذات.
  • العمر ومراحل النمو.
  • الخبرة(خبرة النجاح أ و الفشل)
  • مستوى التعليم و نوعه.
  • خبرات الطفولة.
  • القيم والمعتقدات.
  • العوامل النفسية:
  • النوع. اعتبارات بدنية و جسدية
  • طبيعة المواد.
  • مدة التكوين.
  • مكان الدراسة. علاقة الشعبة بسوق الشغل.
  • الأسرة
  • المدرسة
  • تقاليد المجتمع.
  • الأصدقاء و الأقران.
  • وسائل الإعلام. مكانة العائلة الاجتماعية، وعمل الأهل،

مثل توافر صفات شخصية معينة من يفتقدها لا يصلح للعمل فيه :

  • مثلا مجال الإعلام والدعاية والتسويق والعلاقات العامة باعتبارها من المهن التي لا تتم بمعزل عن الجمهور .
  • ومجال المحاسبة والحاسب الآلي والترجمة والأبحاث تناسب الأشخاص الذين لا يفضلون التعامل مع الجماهير.
  • هناك بعض المهن تحتاج إلى كثرة السفر .
  • والبعض الآخر يحتاج للعمل في أوقات غير اعتيادية،
  • والبعض يعتمد على الأجرة الشهرية الثابتة، والبعض لا تتم ممارسته إلا من خلال الأعمال الحرة،

معوقات اتخاذ القرار

  • عدم القدرة على تحديد الأهداف أو عدم وضوح الأهداف.
  • العجز عن تحديد المشكلة تحديداً واضحاً أو عدم القدرة على التمييز بين المشكلة السطحية والمشكلة الحقيقية.
  • عدم الإلمام بجميع الخيارات الممكنة.
  • عدم القدرة علي تحديد النتائج المتوقعة لكل خيار.
  • عدم القدرة علي تقييم المزايا المتوقعة والعيوب المتوقعة للخيارات المختلفة مما يخلق حالة عصبية يصحبها تردد، وذلك ناتج عن قلة خبرة متخذ القرار واعتقاده بأن القرار يجب أن يكون مثالياً 100 % ،فأحيانا قد لا نجد خيارات مثالية.
  • ضغط عنصر الوقت.إن الفرد محدود بقيمه الإجتماعية والأخلاقية، فنجد بعض متخذي القرارات يركزون اهتمامهم على الإعتبارات الإقتصادية والمالية، ويعتقدون أن الجوانب المالية يجب أن تأخذ المكانة الأولى ،بينما يميل البعض الآخر إلى التركيز على النواحي الإنسانية، ونجد البعض الآخر يميل بطبيعته إلى القيم الروحية والدينية ،كما نرى البعض يوثر ناحية الجمال والفن .

الأخطاء الشائعة في اتخاذ القرار

من بين الأخطاء الشائعة والتي يرتكبها التلاميذ عند اتخاذهم لقرار اختيار المسار الدراسي او المهني نجد:

  • الإقتداء ببعض الأصدقاء والزملاء.
  • عدم إدراك أهمية اتخاذ القرار.
  • عدم القدرة على توليد بدائل جديدة.
  • تأثر صانع القرار بتركيبه السيكولوجى  و بعواطفه فى صناعة القرار دون دراسة   
  • موضوعية لنتائج هذا القرار.
  • تأثُّر بعض التلاميذ بالمُجتمَع والوسط الذي يعيشون فيه
  • الخضوع لرغبة الآباء أو أحد الأقارب دون حوار و دون إنصات و دون فهم من الطرفين.
  • كثرة التردد.
  • الأخْذ ببعض الأفكار الجاهِزة التي يُروِّج لها البعض. عدم الاستشارة

كيفية اتخاذ القرار

لكي لا يذهب التلميذ ضحية سوء اختياره وتقديره للعواقب، يحسن به أن يتبنى استراتيجية للاختيار تخول له في آخر المطاف اتخاذ القرار المناسب. كما أن هذا الاختيار يمكن  أن لا يعتبر نهائيا ،بل قابلا للتعديل والتغيير كلما تغيرت الشروط التي أنضجته وظهر ما يستدعي تغييره. لذلك فاستراتيجية واضحة للإختيار تعتبر عملية حيوية للوصول إلى اتخاذ القرار الصحيح. ولمساعدتك على اتخاذ القرار الصائب نقترح عليك نموذج يتضمن بعض الخطوات التي يخطوها التلميذ باتجاه القرار المناسب، يتشكل من مراحل متدرجة،متسلسلة و مرتبطة فيما بينها   تبتدئ  بالاكتشاف ثم بلورة اختيارات، تليها مرحلة تحديد اختيار معين وفي الأخير مرحلة إنجاز هذا الاختيار.

مراحل اتخاذ القرار

تشكل المراحل الأربع التالية اللحظات  الأساسية لأي عملية اتخاذ  القرار.و لاجتياز كل مرحلة من هذه المراحل بنجاح،نعيد  ذكر كل واحدة منها  مع المزيد من التفاصيل.

  • مـرحلة الإســــتكشاف: وتتضمن البحث عن المعلومات الضرورية، استكشاف الذات، التعرف على الدراسات والتكوينات ثم التعرف على المهن وسوق الشغل.
  • مرحلة البـــــــلورة: وهي مرحلة تصنيف وترتيب الإمكانات ترمي إلى جعل التلميذ قادرا على استيعاب الروابط بين المعلومات السابقة، من خلال تجميعها و تصنيفها  الى مجموعات كبرى تكون عناصرها ذات طابع مشترك، حسب ما يمليه عليه المنطق والميول لديه. وتتطلب مهارات من قبيل : المقارنة، التصنيف، التفكير التركيبي، التبسيط والاختزال، التمييز بين الأساسي والثانوي. 
  • مرحلة التــــخصيص: وهي مرحلة المقارنة والتمييز، ينتقل التلميذ من التصور العام إلى تشكيل تصنيف تـراتـبـي لاختياراته، بعد أن يكون قد طرح جانبا كل الممكنات والاحتمالات التي لا تلائمه، فيبدأ في تحديد ملامح مشروعه أو قراراه، وتتطلب مهارات من قـبيل : التوفيق بين المطمح والممكن، تدبير الاحتمال، قبول الواقع، الوضوح، تدبير الحيرة، المقارنة المتشعبة، اتخاذ قرار قابل للتنفيذ.وتقتضي كذلك الإستقرار على اختيار معين يمثل أفضل توافــق بين المقومات الشخصية و ظروفك الصحية و الاجتماعية والإقتـصادية من جهة و بين متطلبات الشعبة أو التكوين أو المهنة من جهة أخرى.
  • مرحلة الإنــــــــجــاز: تتميز هذه المرحلة عن سابقاتها بطابع الإنـتقال من مرحلة المخاض الفكري والتصور المجرد والاستعداد المعلق، إلى مستوى التعامل الفعلي مع فكرة المشروع أو اتخاذ القرار، حيث يشرع التلميذ في تركيز تفكيره حول دراسة المشروع من كل جوانبه العملية والإجـرائية ،محددا في ذلك الصعوبات المرفقة والجوانب التي تستدعي استراتيجية محكمة، ويخـطط لكل ما من شأنه ضمان حظوظ أوفر لمشروعه من أجل النجاح والاستمرار والصمود أمام الصعوبات. المهارات والسلوكات المستهدفة: الأجـرأة، التخطيط، التوقع، وضع إستراتيجية للتنفيذ….يتم خلالها ترجمة الإختـيارإلى فعل ملموس من خلال التخطيط لإيجاد أحسن طريقة لتنفيذ الإخـتيار.

إرشادات في اتخاذ القرار

إليك بعض الارشادات والتوجيهات المهمة لاتخاذ قرار سليم وناجح:

  • استخارة الله : قبل اتخاذ أي قرار، لا بد من استخارة الله عز وجل، وتدعوا الله بأن يهديك إلى الصواب ويوفقك لاتخاذ القرار المناسب.
  • استشر : ليس عيبا أن تستشير الناس في إحدى قراراتك، لكن عليك استشارة من هم على دراية، أو مروا بمثل تجربتك ولديهم الخبرة والتجربة الممكنة ليفيدوك، عليك أن تتعلم أن تستشير و تختار بعناية من تستشير.
  • عنصر الوقت غالباً ما يسبب ضغطاً على متخذ القرار، لذا  من الضروري أخذ الوقت الكافي لاتخاذ القرار  و في الوقت الملائماحذر الإفراط في التردد : من بين ما قد يفسد القرار هو التردد في جعله أمرا واقعا، مما يفقد القرار قيمته، ويجعل عزيمتك تخر وتنقص، وإرادتك تهتز لهذا القرار، واستبدله بالعزم والتوكل على الله.
  • كن حيويا وفعالا في البحث عن المعلومات؛
  • إياك والإنتظارية السلبية والتبعية في الإختيار وتقليد الأقران ؛
  • إياك والتأثر بما يشاع من أفكار خاطئة حول مسلك دراسي معين؛
  • اعلم أن ما يناسب الآخرين قد لا يناسبك والعكس صحيح؛ فلكل إنسان ميزاته العقلية والنفسية والوجدانية التي قلما يتشابه فيها مع غيره
  • من الضروري إعطاء أهمية إلى مـختلف العوامل الممكن الإستدلال بها عقلياً ،فجميعها تسهم في تعزيز اتخاذ القرار.
  • لا تستعجل : لا شيء ولا أحد يرغمك على الإستعجال في اتخاذ قراراتك، فلماذا إذن العجلة والإسراع، إن من الأمور التي تدل على نضج الشخصية وحكمة الإنسان هو اتصافه بالتأني والصبر، وخذ وقتك في اتخاذ قرارك وارتح واسترخي، ولا تفقد أعصابك.

انهض إلى العلم في جد بلا كسل ïïï نهوض عبد إلى الخيرات يبتــــدر

واصبر على نيله صبر المجــد لـــه ïïï فـليس يدركه من ليس يصطبر